أكثر من ١٥٠ حالة إسقاط لا إرادي للحوامل يستقبلها مركز قباسين شهرياً

تعاني عائشة المصري وهي إحدى سكان منطقة قباسين من عدم توفر مراكز صحية قريبة عليهن، تعنى بمعالجة الالتهابات والأمراض الخاصة بالحوامل، حيث تقول: “أضطر أحياناً للسير لمسافات بعيدة للوصول إلى المركز التخصصي الموجود في المنطقة، وهناك حاجة كبيرة أيضاً لوجود مراكز صحية في جميع المناطق تعنى بمعالجة الالتهابات والأمراض الخاصة بالحوامل على وجه الخصوص وهذا متوفر ولكن بندرة وضمن مراكز صحية أو مشافٍ موجودة بمدن محددة”.

وتضيف عائشة، “الاحتياجات النسائية المطلوب توفيرها مثل فوط الرضع وفوط النساء وألبسة خاصة بحديثي الولادة والأدوية الخاصة بعلاج الالتهابات البولية لدى الحوامل وما يتعلق بعمليات الكورتاج أي إسقاط الجنين وغيرها”.

عائشة مثلها مثل نساء سوريات كثر شمال سوريا تفتقر إلى عدم توفر عدة خدمات صحية كافية خاصة بها متعلقة بأمراض تعاني منها أثناء الحمل والتوليد والمرحلة التي تلي ذلك، على الرغم من أن هناك مراكز نسائية متخصصة كانت المجالس المحلية قد أطلقتها في عدة مدن وبلدات إلا أنها لا تتمتع بجميع التقنيات الحديثة أولا تقدم خدمات أساسية تحتاجها المرأة.

ومن خلال التواصل مع عدة نساء شمال سوريا، تبين أن هناك الكثير من الاحتياجات الصحية الضرورية التي لابد من توفيرها بالمنطقة، كما أن قسم كبير منهن يضطر أحياناً للسفر لمناطق أخرى من أجل تلبية هذه الاحتياجات أو توفيرها.

في المقابل، توضح بعض المجالس المحلية المعنية بحل هذه المشاكل أن المنطقة تحتاج لدعم أكبر من أجل توسيع خدمات المراكز الصحية وتلك المعنية بالمرأة ولذلك لاستيعاب عدد أكبر من المرضى والمراجعات.

ورغم وجود العديد من المراكز الطبية التي تمتلك طاقات بشرية في مختلف الاختصاصات إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في تأمين الموارد والأجهزة الطبية كي يتم تفعيل الكوادر وتصبح قادرة على حل المشاكل الأخرى للنساء.

احتياجات ضرورية

توجد العديد من المشاكل التي تقف بوجه المرأة في شمال سوريا وقد لا تجد أحياناً دعماً خاصاً يحل هذه المشاكل، ومن بينها تأمين الأدوات والعلاجات الصحية الخاصة بالحوامل بالإضافة للأجهزة المتعلقة بعمليات القيصرية وألبسة الرضع والحواضن وغيرها من الاحتياجات.

وتضطر أحياناً بعض النسوة إلى السفر لمدن أخرى تتوفر فيها هذه الحاجات من أجل تلبيتها وهذا ما يجعلهن أمام مصاريف وتعب إضافيان يزيد من المعاناة لديهن.

ولم تكن المساعدات الخاصة بالنساء متوفرة طيلة السنوات الماضية، لكنها حصلت في أوقات نادرة، حيث تقول أم أحمد وهي سيدة سورية مقيمة في شمال سوريا: “حصلنا على عدة معونات ومساعدات وسبق وأن وجدت في إحدى الصناديق أشياء تخص النساء، لكنها لم تتكرر غير تلك المرة”.

واقتصرت المساعدات التي وصلت للعائلات ذات الدخل المحدود في سوريا على المواد الغذائية والخدمية، في وقت تجاهلت المنظمات الراعية لهذه المساعدات احتياجات المرأة من أشياء صحية تخصها.

الخدمة غير كاملة

اقتصرت المساعدات التي وصلت للعائلات ذات الدخل المحدود في سوريا على المواد الغذائية والخدمية، في وقت تجاهلت المنظمات الراعية لهذه المساعدات احتياجات المرأة من أشياء صحية تخصها.

ورغم أن هناك جهود تبذلها المجالس المحلية والمنظمات الصحية العالمية والإقليمية في مجال توفير خدمة صحية متكاملة للنساء في هذه المناطق، إلا أن مشرفون على هذه المراكز يلاحظون أنه لا زال هناك خدمة غير كاملة، مثل عدم توفر تنفيذ العمليات القيصرية.

ورغم تعدد المشافي الحديثة والمعاد تأهيلها في الشمال السوري، والتي تحتوي على خدمات صحية تخص النساء إلا أنها مزدحمة بالمراجعين كما أنها موجودة فقط في مراكز المدن مثل مشفى الباب ومشفى الراعي ومشفى مارع.

وفي عفرين، أعاد أطباء مهجرون تأهيل مشفى عفرين الذي يعتبر أكبر المشافي في المنطقة بعد أن تضرر بسبب معارك غصن الزيتون، ويقدم المشفى حالياً الخدمات الصحية لحوالي 500 مريضاً كل يوم.

القابلة القانونية ضحى أم ربيع، وهي مسؤولة عن حالات الولادة في مركز قباسين للتوليد والأمراض النسائية التابع لمنظمة SRD وللمجلس المحلي في مدينة قباسين، تقول: إن “المركز يقدم معاينات مجانية للنساء ويراقب حالات الحمل والوضع الصحي للنساء بعد الولادة بالإضافة لحالاتهن النفسية، كما هناك خدمات مجانية أخرى مثل تقديم الدواء المجاني من خلال الصيدلية التابعة للمركز، أما بالنسبة للدعم النفسي، فيتم تقديم الدعم لما لا يقل عن 10 نساء يومياً”.

وبحسب الدكتور فيصل العبود رئيس مركز قباسين للتوليد، “يوجد في كل شهر ما لا يقل عن 100 حالة ولادة في المنطقة، أما حالات الإسقاط (اللا إرادي) فهناك يومياً ما لا يقل عن خمس حالات إسقاط تأتي للمركز من مدينة قباسين والقرى المحيطة بها، وتعود حالات الإسقاط لأسباب نفسية والوضع المادي وعدم التغذية والمواد الكيماوية المنتشرة في كل مكان”.

وتقول إحصائيات المركز إن هناك ما يعادل 2700 حالة مرضية نسائية تمت معاينتها خلال آب الماضي بالإضافة لتقديم الدعم النفسي لـ 300 امرأة كل شهر، عدا عن تقديم المعاينات المجانية للأطفال حديثي الولادة.

ويقتصر المركز على تقديم خدمات صحية للنساء في مجال الولادة الطبيعية أما الولادة القيصرية فغير متوفرة بالإضافة لعدم وجود حواضن خاصة بالرضع حديثي الولادة رغم أنه من الضروري توفير مثل هذه الاحتياجات.

وقد أشارت المادة رقم  25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حقّ العناية الطبيّة للأشخاص دون تمييز مبنى على الجنس أو النوع.

محاضرات توعوية

مسؤولة حالات الولادة في مركز قباسين تؤكد بدء المركز بوضع حلول وبرامج توعوية موجهة للبنات القصر المتزوجات من عمر ١٥ حتى عمر ١٩ عام، الذين ينقصهن الوعي بامور الزواج والحمل والولادة، “نعطيهم توعية كاملة لما قبل الزواج وبعد الزواج والولادة والحمل وتربية الأطفال، التوعية الكاملة عن حالات الإسقاط من خلال برنامج كامل أسبوعي سيتم عمله من خلال محاضرة لمشروع أطلقنا عليه اسم “الأمهات الصغيرات” ومحاضرات للتوعية حول الإسقاطات المبكرة”.

تنتظر عائشة المصري تأمين الاحتياجات الأساسية البسيطة لها في منطقتها، وألا تضطر للذهاب بعيدا وتحمل معاناة التنقل الطويلة للوصول لأحد أهم احتياجاتها كامرأة، وتقول المجالس المحلية أنها تسعى لتأمين ذلك من خلال المشاريع والمحاضرات التي تعمل عليها.

تم إنتاج هذه القصة الحقوقية بدعم من منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان JHR وصندوق الأمم المتحدة لدعم الديمقراطية.

Loading

شارك:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

منشورات ذو صلة